ع. العزيز سنهجي

الإعلان عن إطلاق البكالوريا المهنية، ابتداء من الموسم الدراسي المقبل ، بمؤسسات التربية الوطنية، وإنشاء مراكز التميز في مجالات التكوين المهني بهدف تزويد الشباب بتكوين عالي الجودة... المرجع: تصريح السيد عبد العظيم الكروج، الدار اليضاء، 26 مارس 2014
يبدو أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، من خلال هذا التصريح، قد حسمت في السيناريو المستقبلي لتدبير الاندماج بين قطاع التربية الوطنية وقطاع التكوين المهني ، وذلك عبر تبني التجربة الفرنسية من خلال اعتماد البكالوريا المهنية... ولقد كان أمام وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، في تقديري الخاص، ثلاثة سيناريوهات لتدبير الاندماج:
السيناريو الأول: المحافظة على الوضع القائم مع خلق الجسور والممرات بين التعليم والتكوين المهني؛ 
السيناريو الثاني: تنفيذ مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين عبر إرساء شبكات التربية والتكوين؛ 
السيناريو الثالث: إحداث تجربة الثانوية التأهيلية المهنية.
بالطبع لكل سيناريو تكلفة وفرص في النجاح وإكراهات وتهديدات ومقاومات ومساطر وإجراءات...، فإذا كان السيناريو الأول تبقى تكلفته محدودة، ويقتضي مراجعة مسطرة التوجيه ضمانا للتجسير، ويتطلب الاشتغال وفق آلية المصادقة على المعارفBA الأساس وآلية حصيلة الكفايات المهنيةBCP والإطار الوطني للإشهادCNC ؛ فإن السيناريو الثاني، يقتضي إرساء آليات التدبير المندمج و إدماج الخريطة المهنية ضمن الخريطة التربوية بمفهومها العام؛ في حين يتطلب السيناريو الثالث، مراجعة المسطرة المعتمدة في التوجيه عبر تفعيل الروائز البسيكوتقنية وتسهيل انتقال التلاميذ بين التعليم العام والتعليم التقني والتعليم المهني في كل المحطات والمستويات...
إن اختيار السيناريو الناجع يقتضي، في تقديري الخاص، الانطلاق من تشخيص دقيق للإشكالات والاختلالات التي تواجه التعليم العام والتكوين المهني والتعليم التقني وقضايا التشغيل. وأعتقد أن السيناريو الذي يطرحه الميثاق الوطني للتربية والتكوين، بالرغم من طموحه، هو الأقرب لتدبير الإشكالات المعقدة بين "التربية والتكوين والشغل"، وهو الذي بإمكانه أن يرسم ويحدد الإطار العام للاشتغال بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ووزارة التعليم العالي ووزارة التشغيل. وهنا لا بد من التذكير أن التعاطي مع ملف من هذا القبيل يجب أن يتم بشكل نسقي ومستعرض ، وبمنظور استراتيجي، و بمقاربة تشاركية تتفاعل إيجابا مع أراء المهنيين والمتخصصين...بعيدا عن السياسات القطاعية الضيقة أو المنظورات التجزيئية والاختزالية. إن التفاعل مع التجربة الفرنسية في الإصلاح، والاستئناس ببعض عناصرها شيء إيجابي، لكن لا يجوز أن ينسينا ذلك السياق الذي نريد أن نستنبت فيه تجربة الإصلاح هذه. إن الابداع والابتكار من داخل العقلية المغربية هو الكفيل برفع التحديات وربح رهانات المستقبل، وما عدا ذلك فهو تكريس للتخبط والارتجال والحلول الجاهزة .... 

بقلم ع. العزيز سنهجي

إرسال تعليق

 
Top