صدر عن صدى التضامن الجامعي (طبعة شتنبر2012) كتابا تحت عنوان "التوجيه التربوي: الأسس النظرية والمنهجية "لمؤلفه السيد المختار شعالي مفتش في التوجيه التربوي. ويتناول هذا الكتاب النظريات التي تحاول تفسير الاختيار في التوجيه من منطلقات سيكولوجية مختلفة.
وقد صنف المؤلف هذه النظريات إلى ثلاثة تيارات أساسية: النظريات البنيوية (سكونية) التي ترتكز أساسا على السيكولوجية الفارقية والتحليل النفسي، والنظريات الإنمائية (دينامية) التي تعتمد السيكولوجية الإنمائية، ثم النظريات البنائية (التفاعلية)التي ترتكز أساسا على السيكولوجية المعرفية والبنائية. وقد تطرق الكتاب أيضا إلىالمنهجيات التربوية في التوجيه التي ترتبت عن هذه النظريات، وأهمها التربية على الاختيار في التوجيه والمقاربة الموجهة. وتطرق الكتاب أيضا إلى بعض برامج التوجيهالتي اعتمدت في كندا والولايات المتحدة بغية الإتيان بأمثلة عملية حاولت أجرأة هذاالمنظور التربوي في التوجيه.
يسعى هذا الكتاب إذن إلى وضع إطار نظري مرجعي يؤطر الممارسة في التوجيه بغية دعم وإشاعة هذه المعرفة في ثقافتنا وفي أدبياتنا التربوية، وبغية إرساء فعل تربوي في التوجيه مؤطر بمعرفة علمية ترفع من جودة خدماته وفعاليته. إضافة إلى ذلك فإنه يروم دعم التوجه الجديد لوزارة التربية الوطنية الذي يسعى إلى "تعزيز مجال الإعلام والتوجيه وجعله أكثر فعالية ودينامية". وقد تم التعبير عن هذا التوجه في المذكرة الوزارية رقم 17 الصادرة بتاريخ 17 فبراير 2010، حيث دعت هذه المذكرة إلى التعبئة حول التوجيه واعتبرت أن "التوجيه السليم شأنا عاما يتقاسم مسؤوليته كل من هيئة التوجيه وأطر التدريس والإدارة التربوية وهيئة التفتيش بمختلف تخصصاتها، إضافة إلى الآباء والفاعلين الاقتصاديين". ويبدو أن غياب معرفة نظرية ومنهجية عن أدبيات التوجيه يقف وراء عدم استعداد كثير من الشركاء للانخراط في ما تدعو إليه المذكرة 17. لذلك فإن إصدار هذا الكتاب سيساهم دون شك في الرفع من الوعي بأهمية الأسئلة التي تطرحها إشكالية توجيه الأجيال الصاعدة التي تتعلق بالانشغال الفعلي بما سيقوم به أبناؤنا في حياتهم في الحاضر وفي المستقبل، والوعي بأهمية اهتمام المدرسة والأسرة والمجتمع بهذا الإشكال، وفتح نقاش جاد حول مسألة المآل والمصير الذي يشكل انشغالا مركزيا لدى الأبناء والآباء على السواء.
إرسال تعليق