حضي الترات الصحراوي بمساحة شاسعة ضمن أروقة المتحف الأركيولوجي الإثنوغرافي رغم صغر فضائه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة إبن زهر يأكادير، حيث يضم مجموعة من التحف الغنية بدلالاتها التاريخية العميقة مثل الخيمة، الراحلة…، فضلا عن بعض الأدوات التي ارتبطت بإنسان المجال الصحراوي وأخرى ذات علاقة بطرق لهوه واستغلال أوقات فراغه بالألعاب التي باتت في يومنا هذا موسمية لا أكثر كلعبة السيك التي تعد من أبرز الألعاب الشعبية التي تندثر بفعل مظاهر الحداثة والعولمة بالرغم من المجهودات التي تبدلها بعض الجهات علاوة على أدوات التزيين كالحلي وغيرها، كما خصص القائمون على هذا المتحف وهم طلبة وحدة التكوين العالي “تراث وتنمية” والمشرف عليها الدكتور عبد الواحد أومليل أروقة أخرى لبعض الثقافات التي تعتبر مكونا أساسيا من مكونات التراث الثقافي للجنوب المغربي كالتراث الامازيغي، هذا إلى جانب بعض اللقى الاثرية التي تعود إلى حقب معينة من تاريخ المغرب سواء ماقبل التاريخ أو بعيد بزوغ فجر الإسلام، وهي لقى إستغرق جمعها عدة سنوات بواسطة الأبحاث الميدانية كالحفريات والتحريات وكذا عن طريق الهدايا والشراء بالرغم من إنعدام الإمكانيات المادية المخصصة لدعم مثل هذه المشاريع الساعية والهادفة إلى المحافظة على التراث الثقافي والتعريف بأهميته الثقافية والحضارية ناهيك عن تكوين الطلبة في مجال التراث الثقافي تماشيا مع الأهداف التربوية التي تراهن عليها الجهات الوصية على المنظومة التعليمية.
وإذا كان مشروع خلق متحف بجامعة إبن زهر التي تغطي نصف المساحة الإجمالية للمملكة قد قدم سنة 2005 من أجل الإهتمام بالتراث الثقافي للجنوب المغربي، إلا أن هناك جملة من التحديات والعوائق التي تعترض الطريق أمام الساهرين على تدبيره حسب تعبيرهم ومن بينها ضيق الفضاء المخصص للمتحف امام كثرة المعروضات وغياب وسائل بيداغوجية علاوة عن غياب الدعم المادي للقيام بأبحاث ميدانية موازية وشراء التحف.
وجدير بالذكر أن المتحف فتحت أبوابه لتتواصل طيلة الموسم الجامعي في وجه الطلبة، المهتمين والباحثين في تراث الجنوب المغربي، كما يحضى بزيارة العديد من الزوار كل يوم، حيث يتوافدون عليه بغية التعرف على تراث المنطقة الجنوبية الغني والمتنوع.
إرسال تعليق